“يتلقّى الصليب الأحمر منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا سيلًا من التبرّعات! كيف سيتمّ توظيف هذه الأموال؟ ولمَ يحتاج إلى مزيدٍ من الدعم؟”

تتردّد هذه الأسئلة كثيرًا في الآونة الأخيرة، وهي تصلنا من خلال الأصدقاء والأسرة، ومن خلال قنوات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية. هي أسئلةٌ مشروعةٌ بالطبع، ونحن مؤمنون بضرورة الالتزام بأعلى مستويات الشفافية تجاه المواطنين، حتى في هذه الأوقات الصعبة، لا بل تحديدًا في هذه الأوقات الصعبة. فثروة الصليب الأحمر الأهم، إنْ لم نقلْ قوّته الأساسية، تكمن في ثقة الناس به. ونحن لن نوفّر جهدًا في أي لحظةٍ لكي نكون أهلًا بهذه الثقة.

سوف نجيب على هذا السؤال في ثلاثة أجزاء. أولًا، سنطلعكم على حجم التبرّعات الفعلية التي حصل عليها الصليب الأحمر حتى الآن. ثانيًا، سنعدّد الاحتياجات الرئيسية المرتبطة بهذه الأزمة. وأخيرًا، سنشرح لكم كيف استخدم الصليب الأحمر التبرّعات حتى الآن.

١ . ما هي التبرّعات التي حصل عليها الصليب الأحمر حتى تاريخه؟

منذ الأوَّل من شهر آذار/مارس وحتى الخامس والعشرين منه، تلقّى الصليب الأحمر اللبناني المساهمات المباشرة التالية:

[ninja_tables id=”37025″]

ملاحظة: يشمل هذا المبلغ المساهمات التي أودِعَت فعليًا في حسابات الصليب الأحمر اللبناني. أمَّا المساهمات الإضافية التي تمّ التعهّد بها فهي ستُضاف عند تسلّمها.
*يعمل الصليب الأحمر حاليًا مع مجموعةٍ من المصارف المعنية ومزوّدي خدمات تحويل الأموال من أجل إضافة إمكانية التبرّع بالليرة اللبنانية عبر بوابة التبرّعات الإلكترونية الخاصّة بالصليب الأحمر اللبناني.

٢ . ما الاحتياجات الرئيسية المرتبطة بالاستجابة للأزمة؟ 

في مقالٍ سابقٍ بعنوان “في كواليس الإسعاف والطوارئ: ما هي كلفتها الفعلية” (https://www.supportlrc.app/what-it-costs)، شرحنا بعض التكاليف الأساسية التي تترتّب على هذه الخدمة. وذكرنا أيضًا أنَّ الصليب الأحمر يعاني حاليًا من فجوةٍ كبيرةٍ في التمويل، جزئيًا بسبب التراجع الفعلي لقيمة العملة اللبنانية ، وبسبب توقّف الحكومة عن تسديد المخصّصات السنوية المرصودة له (التي كانت تبلغ سابقًا ما يعادل 10 مليون دولار أميركي في السنة) منذ منتصف العام 2018 على خلفية الأزمة الاقتصادية.

غير أنَّنا سنركّز في هذا المقال بشكلٍ حصري على الحاجة الأساسية للصليب الأحمر اللبناني، المتصلة مباشرةً بتفشّي وباء فيروس كورونا، والمتمثّلة بالحصول على ما يكفي من معدّات الوقاية الشخصية (PPE) للتمكّن من حماية المَرضى والمجتمع وحماية المتطوّعين والعاملين لديه.

تتوزّع معدّات الوقاية الشخصية (PPE) في الصليب الأحمر اللبناني على 3 فئات:

  • معدّات الوقاية الشخصية – المستوى الأساسي: وهي المعدّات التي نستخدمها في كل مهمّة، بغض النظر عن طبيعة الحالة. وهي تشمل القفّازات وأقنعة الوجه العادية، عند الحاجة. والمؤّكد هو أنَّ فِرَق الإسعاف في الصليب الأحمر لن تكون بصدد استخدام المستوى الأساسي من هذه المعدّات من الآن وحتى انتهاء الأزمة.
  • معدّات الوقاية الشخصية – المستوى المتوسّط: وهي المعدّات التي نستخدمها لدى الاستجابة للمَرضى الذين يعانون من أمراضٍ سارية. وهي تشمل: قفّازات خاصّة تقي من المخاطر العالية، أقنعة وجه متخصّصة N95، نظارات واقية، والثوب الواقي الذي يُستعمَل لمرّةٍ واحدة. يُطبّق هذا المستوى في الوقت الحاضر في كل مهمّة من المهمّات الإسعافية الـ15،000 التي ينفّذها الصليب الأحمر اللبناني شهريًا، باستثناء تلك التي تحتاج إلى المستوى المتقدّم. الرسم 1- معدّات الوقاية الشخصية من المستوى المتقدّم

  • معدّات الوقاية الشخصية – المستوى المتقدّم: نلجأ إلى هذا المستوى عند الحاجة إلى تأمين أعلى درجات الحماية والوقاية. وهي المعدّات التي نستخدمها حاليًا مع كلّ حالة مشتبهَة أو مؤكّدة لفيروس كورونا.

في بداية الأزمة، كان الصليب الأحمر يملك مخزونًا من معدّات الوقاية الشخصية، يعود إلى العام 2014. بُنيَ هذا المخزون في ذلك الوقت خلال التخطيط لحالات الطوارئ، عندما كُلِّف الصليب الأحمر بنقل حالاتٍ يُشتبَه بإصابتها بفيروس إيبولا آنذاك. سَمح هذا المخزون للصليب الأحمر، إلى جانب ما يملكه من تدريبٍ وقدرةٍ على التخطيط، بالاستجابة إلى الأزمة الحالية منذ اليوم الأول.

أما الموازنة المعروضة أدناه فهي أداة للتخطيط، سنعمل على تنقيحها وتعديلها بشكلّ مستمر مع حصولنا على مزيدٍ من المعلومات ومع تطوّر الوضع على الأرض. علينا أن نعتمد التفكير والتخطيط الاستباقيَّين لكي نتمكّن من مواصلة استجابتنا من دون انقطاع أو توقّف.

ولإعداد موازنة الاستجابة، انطلقنا من بعض الافتراضات التي نعرضها أدناه:

  • سيكون على الصليب الأحمر الاستجابة لهذه الأزمة لمدّة 3 أشهر على الأقل؛
  • سيواصل الصليب الأحمر تأمين 15،000 مهمّة إسعاف تقريبًا شهريًا؛
  • سيكون على الصليب الأحمر نقل 1500 مريض من فئة ذوي المخاطر العالية شهريًا (حالة مثبتة أو مشتبهَة)

بناءً على هذه الافتراضات، يُحدِّد الجدول أدناه الكميات المطلوبة من كل مكوّنٍ من مكوّنات معدّات الوقاية الشخصية في المستويَين المتوسّط والمتقدّم، إضافةً إلى كلفتها التقديرية وفقًا لأسعار السوق في 25 آذار/مارس 2020. نرجو منكم الأخذ في الاعتبار أنَّ أسعار هذه الموادّ والمعدّات تتغيّر بشكلٍ يومي، وتتأثّر بسعر الصرف الفعلي لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.

[ninja_tables id=”37065″] [ninja_tables id=”37075″]

وعليه، فإنَّ إجمالي كلفة الاحتياجات من معدّات الوقاية الشخصية (PPE) وحدها لتأمين الاستجابة لمدَّة 3 أشهر وفقًا لهذه الافتراضات، سيبلغ 4.94 مليون دولار أميركي. وهذا الإجمالي لا يشمل بالطبع المحروقات أو صيانة سيّارات الإسعاف أو التدريب أو اللباس أو مواد ولوازم التطهير أو أي كلفة أخرى من التكاليف التشغيلية التي يتكبّدها الصليب الأحمر.

لقد اخترنا التركيز على معدّات الوقاية الشخصية فقط وإعطاء أرقام ومعلومات مفصَّلة لكي تكون الأمور واضحة للغاية لكلّ مَنْ يقرأ هذا المقال.

٣ . كيف يستخدم الصليب الأحمر التبرّعات حتى الآن؟

إزاء النقص الذي تشهده الأسواق في هذه المواد بالنظر إلى الطبيعة العالمية للأزمة والارتفاع الحادّ والمفاجئ في الطلب عليها، يتقدّم الصليب الأحمر اللبناني بطلبات شراء معدّات الوقاية الشخصية من جهاتٍ متعدّدة من مزوّدي الخدمات بحسب توفّرها لديهم.

حتى 25 آذار/مارس 2020، كان الصليب الأحمر قد تقدّم بمجموعة طلباتٍ لشراء معدّات الوقاية الشخصية من المستويَين المتوسّط والمتقدّم بقيمةٍ إجمالية بلغت 850،000 دولار أميركي، مستخدمًا أموال التبرّعات التي تلقّاها حتى تاريخه. وفي خلال الأسبوع المقبل، سيتقدّم الصليب الأحمر بمزيدٍ من طلبات الشراء لضمان قدرته على مواصلة تأمين الاستجابة، مع حماية المواطنين والمَرضَى والمتطوّعين.

الخلاصة:

[ninja_tables id=”37087″]

نشكر كل مَنْ تبرّع بسخاء للصليب الأحمر اللبناني خلال هذه الأزمة. نعدكم بشفافيةٍ مُطلقة وبتواصل صريحٍ خلال الأسابيع القادمة حول ما نتلقّاه، وما نحتاجه، وكيفية إنفاقنا للأموا التي تصلنا.

ثقتكم بنا ثقةً غالية لا تُقدّر بأثمان، وسنبذل كلّ ما في وسعنا دومًا لكي نكون بمستوى تطلّعاتكم.

تذكّروا رجاءً أنَّ كل تبرّعٍ للصليب الحمر، مهما كان بسيطًا، يُحدث فارقًا في قدرتنا على الاستجابة للأزمة وإنقاذ حياة الناس والتخفيف من معاناتهم. بدعمكم وحده نستطيع أن نواصل هذه المهمّة الإنسانية وأن نحافظ على عادةٍ أصبحت جزءًا من هويّتنا، وهي أن نكون إلى جانب كل مَن يحتاج إلينا بصرف النظر عن الصعاب والتحديات.

للحصول على مزيدٍ من المعلومات أو لطرح الأسئلة، تواصلوا معنا على العنوان التالي: fundraising@redcross.org.lb

القائمة